استمعت اليها بأنصات .. فتاه لا يتعدي عمرها سته عشر عاما
سمراء بملامح كثير من اهل الريف ....قالت لي .. لا اتذكر من طفولتي
الا اشايء قليله.. ام دوما عابثه تحمل هموم الدنيا علي كتفها
...واب مريض ... يمسك بي بيد والاخري تحتض شقيقي الاصغر
...وصوته لا يكف عن الصراخ ...من شده جوف جائع وبيت قد فرغ
من كل
مقاومات الحياه من طعام .. وضفائر تزين راسي .... وجيران ينعموا
علينا كلما احسوا بذلك الشقاء .. فزاد داخلي خنق وغيره من كل
الدنيا التي حرمتين من بيت واسع وثير ...وام تضحك كباقي الامهات
فقررت ان ابدل تلك الحياه ولو بالقوه ....بتشبثت بزيل جلباب خالي
الذي يعيش في احدي المدن الكبري ... وقمت معه بجميع الحيل
لياخدني اعيش معه ومع زوجته .... ربما اهرب من ذلك البؤس
وتلك الحياه التي اضنت علينا بنعيمها .... وفعلا جمعت امي لي
جلبابي الوحيد وودعتني بدمعه ربما لم اشعر بها وقتها .. وودعت ابي
المريض بنظره معناها انك سبب لكل شقاءنا في تلك الحياه ....وبنظره
دهشه لكل ما اراه في تلك العاصمه كانت عيني فرحه بكل ذلك ...
حتي وصلت الي بيت خالي وزوجته ... التي بالفعل احسنت تربيتي
وعوضتني عن كل ما عشته في بيت اهلي .... ونعمت بطعام لم اري
مثله ابدا ... وقطعت صلتي بكل ما بقريتي حتي امي وابي واخي
نسيتهم او اردت ان انساهم ... وهممت ببناء حياه اخري ...
الي ان وصلت لاعتاب الجامعه ... وبدءت افهم سر نظره ابن خالي لي
انه معجب بي ويتمني الزواج مني ... وكنت اظن اني ساكون محل
ترحيب .... ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... رفضت زوجه
خالي تلك الزيجه ...وقبلها للاسف خالي عرض بكل قوه زواجي من
ابنه ... وانفرد بي واخبرني انه قد احسن اليّ وليس معني الاحسان
ان يزوجني من ابنه الوحيد فمن انا مجرد ابنه لشقيقه يحسن اليها
وعلي ذلك قرر ان يعود بي الي موطني الاصلي بلدي الفقير .. او
قريتي .... وجمعت في عيوني كل الدموع ونظره وداع بيني وبين
حبيبي طالت او قصره فانها قد انتهت .... لانه حب ضعيف...
وانا الان غريبه في بيت ابي ... لا استطيع التعامل ... مع ابي المريض
او امي الباءسه او شقيق الذي اصبح فلاح كما هو ابي...
كل ذنبي اني لم استطيع ان اتأقلم في تلك القري ... فهي ليست
مكاني ولن استطيع ان اعود الي المدينه مره اخري .....فهل اامل \
ان يولد لي فجرا جديد او ياتي من يسرقني من هنا ... من يزرعني
في مكان اتمناه انا ....لما الدنيا تفعل بي ماتريد ...
لللاسف لم اغلق عليها فألتزمت الصمت وجلست بجانبها علي
تلك السجاده التي تكسوا الارض ... وفي ذهني مئه سؤال
ابسطهم .... من هو السعيد في تلك الدنيا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق