كانت دائما لها طقوسها الخاصه التي لا تتغير تتوجه كل يوم الي بائع الجرائد تلقي عليه السلام
وكان الرجل كانه ينتظرها ويسعد بتلك البسمه التي كانت لا تفارقها فتمد يدها اليه
بالنقود وتاخذ جريدتها بعد ان تتصحف معظم المجلات الجديده وتقرء عنوينها فتبتسم
للبائع وتحتضن جريدتها وفي الطريق لا تنسي ان تتلمس تلك الشجره التي كانت صديقتها
ايام الطفوله فما احلاها ايام وتعود الي بيتها مره اخري بعد ان تشتري الخبر الساخن
فتلقي بجريدها علي المدنضده وتدخل الي المطبخ فصنع لنفسها كوب شاي ساخن
وتقرء جريدها في شرفه منزلها وهي تستمع الي تلك الاغنيه التي تخرج من الراديو
ما زالت هي لم تتغير من عدت سنوات منذ رحل زوجها ورحلت صديقتها الوحيده
وكانها تقرء كل ذلك في تلك الجريده كل يوم نفس الذكريات التي لا تقارفها وكانها
تتجدد مع كل جريده جديده فتترك شعرها يتدلي علي كتفها وكانه يذكرها بتلك الليالي
التي كانت تحكي فيها لصديقتها عن وجعها والمها واحساسها في البعد عن زوجها العزيز
ولا تدري بنفسها الا وهي تمسح دمعه وحيده توسيها علي تلك الايام التي تعشها فتغلق
الجريده وكانها توقف جريان تلك الذكريات المؤلمه ..... تتعجب كيف تمر كل تلك السنين
وهي علي حالها كل شيئ يتغير الا هي وبائع الجرائد وابتسامتها وكوب الشاي...
كيف استطاعت ان تواصل حياتها بعد ان تركها الاحبه وبقيت وحيده وكانها تشاهد
كل تلك الايام من وراء شرفتها كل الكون يتغير الا هي وبائع الجرائد
تغير لون الدنيا وحتي تلك الصور التي تشاهدها كل يوم كانها لاتعرف من بداخل انه منقوش
في كل ذكرياتها كيف احبت وكيف تزوجت وما هو لون اول فستان اردتده وهي ذاهبه
لمقابله حبيبها وذالك الخطاب الذي مازالت تتفظ به في علبه مجوهراتها كل شيئ مكانه
الا هي .... هي فقط من تغير ونظره الحزن التي بعينها زادت بعد ان تركها كل من احبتهم
وشعور بالوحده يالم مشاعرها يقطعها ماذا حدث واين ضاعت ايام عمرها لا تعلم
فقط طفل صغيرمن الجيران يمر عليها كل يوم يلقي عليها تحيه الصباح ويقبلها فهي بمثابه ام له
فياخد منها قطعه حلوه ويذهب لعله هو فقط الامل الباقي لها في الحياه وبعد ذلك
يمر اليوم ثقيل وبعد ان تتعب من تذكر ما مضي تبتسم وتضع نفسها في فراشها وتحتض
وسادتها وتذهب في نوم عميق علي امل ان تبدء يوم جديد مع جريدتها وبائع الجرائد
وتلك البسمه التي لا تفارقها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق