في احدي ليالي الشتاء الممطر لم تشعر الا بدمعات كانت تجري علي وجنتيها
تعزي بها نفسها علي ذلك الالام الذي يحاصرها لملمت مشاعرها واحتضنت نفسها
وشعرت وكانها ترتدي السواد وسارت كي تكفن نفسها وغا صت اصابعها في شعرها
تفركه من شدة الوجع الذي يلم راسها ولملمت قدمها واحضنتها بصدرها واراحت راسها
علي قدميها وشعرت ان قوها قد انهارت ولن تستطيع ان تكمل ما بقي فقامت فزعه من
تلك الفكره التي طرءت عليها كيف تفكر بذلك بعد ان ضحكت بكل سنوات عمرها
كيف لها ان تبدء من جديد وكـأنها قد قسمت نصفان نصف يتمني ان يبدء من جديد
وجزء اخر يعزيها ويصبر نفسها ان تحتمل وتكمل ولم تشعر الا بزخات المطر تتعارك
علي زجاج نافذتها لتتحسسه باصابعها وان البروده التي تشعر بها تحولت الي لهيب يحرق
جسدها فتصيبها حمي وهزيان لا تعرف له سبب غير انها قد ملت من ما تبقي من حياتها
فبكت وهي التي لم تجف ابدا دمعاتها ولم تشعر بنفسها الا وهي تخلع حذئها وترميه بكلتا
يديها وتسير حافيه علي ارض قد بللتها حبات المطر واغرقت وجهها بتلك الحبات
وتمنت ان تتبخر كحبات المطر وتحسست نفسها وكان جسدها قد تحولت الي لهيب
من ذلك الانين وتلك الدمعات فضحكت بملئ شفتها ضحكت وكانها لم تضحك
من قبل ضحكت وهي تجفف دمعات قد تحولت الي ايام و سنوات مضت ولن تعود
كما كانت من قبل كل ما شعرت به انها قد سارت حافيه في ليله شتاء ممطره
شعرت وكأنها قد قسمت نصفان نصف يوافها علي رائها وقسم يصرخ من لوعه
ضعفها جزء يمتني ان يتمرد وجزء يصبرها لتتحمل وهي تائها فقد قدر فردت
زراعيها وكانها ستطير الي السموات لتعود مره الي مع حبات المطر لتغرق كل
شيئ حولها في ليله شتاء ممطره
فصرخت تناجي نفسها اين انتي يا نفسي مسافره عودي كما كنتي مطيعه وصابره
ويكفيكي انك كنت يوما لست غادره يكفيكي ان تبقي علي العهد وافيه وتشهد
حبات المطر في ليله شتاء ممطر .......... فعادت مره اخري الي ركن هناك وقد بلل
المطر كل جسدها فلملمت نفسها مره اخري بنفس ملابس الحداد السواد تحتضن نفسها
وتسمع صوت جريات حبات المطر علي زجاج غرفتها عادت بعد ان كفنت نفسها
ولكن كان الكفن داخل نفسها في ليله شتاء ممطره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق