في بهو منزل فسيح ولدت انا ..... ودرجت بين جدران بيت مترابط
....
كان دائما يعج باناس من جميع الاشكال والالوان.... لم يكن بيتنا
بارد
كباقي البيوت المتراميه علي ذلك شريط احدي االمدن الساحليه
البعيد
وكانت تزينه ستائر زهريه بلون الورود .... ولم اكف يوما عن التعليق
بأبي ذلك الشخص القوي العنيد....صاحب القلب الرقيق كان يغرقنا
حبا وحنان .... واراه وسط فوج اصدقائه شخص مهاب مسموع
الكلمه
له صدا الروساء .... فتعلقت عيوني عليه وكنت اقلده في كل شيئ
بين اصدقائي ونحن اطفال ....
ولم اكن اكف عن الحركه في ذلك المنزل ويشاركني في الشقاوه
اشقائي وبعض الجيران..... فكم من شجيرات كانت تزين منزلنا
وكنا ندور حولها في حلقات ولم اكن اكف عن الحركه الا وامي
تنادي باعلي صوتها لتجدني ..... فلا ارد ... واجدها تمسك بي
وتحتضني بكل حنان وفيض قبلتها يغمرني ويغمر كل الاطفال
وكلما دخلت منزلنا تعلقت عيوني بتلك الستائر الزهريه الحريريه
وكأنها صنعت خصيصا لامي وعلي ذوقها..... وعندما كنا تعاركنا انا
واصدقائي
ويشدوني من ضفائري الذهبيه فأبكي ويأتي ابي ليداعبني و يربت
علي كتفي فانسي كل شيئ في الحال .... وارجوه وانا اتشبك
يدي
حول عنقه ليطيل الوقوف بي قليلا ... فأجده دائما مشغول البال.....
وعندما شببت واصبحت فتاه احببت من يشبه ابي في صفاته
وهو ابن الجيران فتعلقت عيوني به وحرسته عيوني حتي من
بسمتي ومن اي فتاه ....ولم استطيع ان اكتم فرحتي يوم زف
لي ابي بشري ان جاري وحبيبي قد تقدم ليطلب يدي ووجدت
نفسي
اطيل النظر في وجه ابي وانا لا اصدقه .... فاخيرا سرت فتاه
ويطلب يدها الخطاب ..... ويوما انتقلت انا الي منزلي
اخترت نفس الستائر الحريري الزهريه فهي ذكري من ذوق
الدتي رحمها الله .... وكأن روحها سكنتني فاصبحت كل تصرفاتي
هي وكل كلماتي مثلها وكاني اصبحت والدتي في الحال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق