
دوما كنا نشاهد رجلا علي الشاطئ كان كل عمله في البحر
عند الشروق كنا نراه يحمل شباكه علي كتفه ويرميها في مركبه
الصغير ويدفعها في البحر ويرمه نفسه داخلها ويغيب عن اعيننا
ونحن ننشغل عند غيابه باللعب علي الشاطئ ومداعبه ابنه الصغير
الذي يقاربنا في العمر ,,,كنا لا نكف عن اللعب بالكره وحبات الرمال
ونراقب زوجته وهي تنتظره بعد عودتها من سوق الخضار ,,,فربما
يضحك له الحظ ويصطاد الكثير من الاسماك ,,, وعندما نمل من اللعب
نرمي بانفسنا علي الشاطئ نراقب السماء وضحكتنا لا تنقطع
ويأتي الغروب سريعا وكانه يتعجل كل شيئ ,,,فنراقب الصياد
وكان موعده لايتغير هو والغروب ,,,,فنري بسمه تعلو وجهه,, وضحكه
تزين شفاه زوجته تخطف قليلا من طرحتها التي تغطي بها وجهها
تمشي نحوه لتساعده في الامساك بحبل المركب الصغير ,,,
ويجري ابنه لينتظره غدائه الذي لا يختلف ابدا وهو سمك مع ارز
فتحمل عنه زوجته ما ارسله له الله من رزق اليوم وتحمل عنه
شباكه التي يرميها في البحر ,,,,,ويصطحبها الي الكوخ البعيد
وقبل ذلك يذهب ليصلي المغرب ويعود الي المنزلا ونحن نراقبه
باعيننا ,,,مشهد لا يتبدل ابدا لعدت سنوات يكبر الصياد ونشب نحن
ويكبر ابنه وتتبدل الاشياء ,,,,فيصطحب الصياد صديقنا معه
ليعلمه كيف يعمل بالصيد كأبيه ,,,,واصبحنا نراقي ونحن علي
الصياد وابنه الصغير ,,,واستيقظنا في احدي ليالي الشتاء علي
صوت امام المسجد وهو يعلن وفاه الصياد ,,,,فأصابتنا الصدمه
صدمه ايام طويله كنا نراقب فيه ذلك الصياد وهو يلوح لنا بالسلام
ومن يومها لم نري زوجته الا وهو تتشح بالسواد,,, وبتدلت الاحوال
واصبح صديقنا ,,,,صيادا صغيرا يحمل همه وهم امه ويغادر الشط
بعد الفجر ولا يعود الا مع الغروب ,,,تمام كما كان يفعل ابيه
وكأنه سبقنا في العمر وزاد علي عمره عدة سنوات ,,,,
فكان هو يحمل البحر كما البحر يحمله ,,, ويعود برزقه من السمك
بتقابله امه وتحمل عنه الشبك وتعود الي المنزل ويذهب هو لصلاه
المغرب ,,,, واصبحنا كل ذكرياتنا معه انه صياد صغير ,,